تعتبر هذه الحقبة من تاريخ مصر فترة زمنية تٌكتب ملامحها بحروف من نور ، وخاصة أن هذا الوطن فى هذا الوقت بالتحديد يشهد تنمية مرتبطة بكل المجالات بالتوازى مع بعضها دون التأثير بالسلب على إحداها ، كما أن هذه الحقبة الزمنية وضعت مصر بين نظيراتها من الدول بالشكل الذى يليق بها والذى كنا نتمناه ، مع أن كل بوادر التنمية وإن كانت صعبة فإنها تصب لمصلحة الأجيال الحالية وتحفظ حق الأجيال القادمة فى الحياة التى تليق بهم ، من خلال الحفاظ على الأرض الزراعية ومن خلال الحفاظ على أملاك الدولة .. ومن خلال وضع حجر الأساس للتنمية المستدامة .. ومن خلال إنشاء مدن جديدة وطرق وبنية تحتية بمواصفات عالمية ، تضع مصر على خارطة المنافسة فى صناعة الدولة الحديثة العظمى. ولأن المجال الزراعى أحد أهم المجالات التنموية ، فقررت الدولة توفير كافة السبل وتوفير المناخ الذى يمهد للوصول الى قمة الهرم الزراعى من خلال تطوير البيئة وإستصلاح الأراضى الصحراوية وتمهيدها وتوصيل مصادر المياة إليها بشتى الطرق والإهتمام بتحسين الصناعات المرتبطة بالزراعة كالإهتمام بتحسين المراعى وجودة السلالات الحيوانية ، وإدخال سلالات نباتية جديدة تسمح بزيادة الإنتاج ، ووضع برامج متكاملة لمكافحة التصحر والجفاف. ولا أحد ينكر أن الدولة المصرية تمر هذه الأيام بإنجازات عظيمة وخاصة فى المجال الزراعى الذى هو أساس البناء الحقيقى للدول ، كما أن إنجازات المجال الزراعى تصب فى صالح الإقتصاد القومى لأنها تحقق عائدا إقتصاديا من خلال تحسين الإستفادة من الموارد الطبيعية . ولهذا تصل مصر الى ما أفتقدته فى الماضى بإيجابية شديدة ، بداية من إستغلال موقع مصر الجغرافى والموارد المائية المتعددة وعلى رأسها نهر النيل العظيم ، ودعم البحوث العلمية الخاصة بإستعمال الموارد المائية والأرضية ، وما يحدث الآن كل يوم فى التنمية الزراعية والصناعية والإقتصادية بشكل عام يجعلنا نرفع القبعة للقيادة السياسية ، ذلك لأن مصر تٌبنى من جديد بسواعد أبنائها الأقوياء الذين يتميزون بالصبر والجلد وأهم ما يميزهم حبهم لوطنهم ، ذلك للحفاظ على حق الأجيال القادمة من أبنائنا فى الحياة الكريمة .