علاقة الطب النفسى بسعادة الأزواج
دكتور لايف
أن المشاكل والخلافات الزوجية من أكثر أسباب الطلاق، فهي تؤدي إلى حالة من عدم الرضا والتوافق بين الزوجين والتي تؤدي إلى فشل العلاقة ككل، ولعل هذا ما زاد من أهمية الاستشارات النفسية والزوجية للمتزوجين، والتى تساعدهم على حل أي خلافات والوصول إلى نقاط الاتفاق والتشابه المشتركة، وسيقدم لكم Doctor Live في الموضوع التالي المعلومات الكاملة عن العلاقة بين الطب النفسي وسعادة الأزواج وكيف يؤثر العلاج النفسي فى بناء أسرة سعيدة ؟
ربما يعجبك
أن الكثير من المشاكل الزوجية قد تنتج بسبب بعض المشاكل النفسية التي يعاني منها الأزواج، ولذلك يعتبر الطب النفسي أو العلاج النفسي من أهم أسباب السعادة عند الأزواج، حيث أن اللجوء لطبيب النفسي لحل هذه المشكلات النفسية سيساهم فى التخلص منها وعلاجها بشكل نهائي مما يؤدي إلى علاقة زوجية سعيدة بين الزوجين والتي تنعكس أيضاً على الأبناء فيكونوا سعداءا بالتبعية.
تأثير المشاكل النفسية على الأزواج
أن المشاكل النفسية لا يتوقف تأثيرها عند حد كثرة الخلافات بين الزوجين فقط، بل أن التوتر والقلق والحزن والاكتئاب وعدم قبول الطرف الاخرى وغيرها من المشاكل النفسية لها دور كبير جداً فى تأثيرات أخرى فى العلاقة بين الأزواج أهمها إصابة الزوج بالضعف الجنسي والزوجة بالفتور والبرود الجنسي .
تؤثر حالة الزوجين بشكل مباشر وكبير على رغبتهما الجنسية وعلى أدائهما بشكلٍ عام، وذلك على الشكل التالي:
- في حالات التوتر والإجهاد: يمكن ان تساهم حالات التوتر والإجهاد التي تسببها عادةً ظروف ومشاكل الحياة اليومية، بخفض رغبة الزوجين الجنسية. فكثرة التفكير السلبي يكون غالباً بسبب إفراز الدماغ لهرمونات التوتر المعروفة بالكورتيزول، أي هرمونات التوتر، والتي من شأنها أن تسبب التشتت الذهني وعدم القدرة على التركيز والإنفعال مع المثيرات المتوفرة. فمثلاً وبدل التركيز على العلاقة الحميمة وعلى طرق الوصول إلى النشوة والسعادة المرجوة، يعجز الرجل عن التخلص الكامل من الأفكار السلبية أو المشاكل والضغوطات التي يعيشها.
- في حالات الفرح وراحة البال: إن السعادة وراحة البال، وعلى عكس التوتر، تساعد على تعزيز تركيز الزوجين على العلاقة الحميمة وخصوصاً على المثيرات المتوفرة خلال فترة المداعبة. فهذا الأمر من شأنه أن يساعد على زيادة رغبتهما الجنسية ويعمل على تحقيق النشوة التي يهدفان للوصول إليها.
أهمية الصحة النفسية لسعادة الأزواج
الصحة النفسية للأسرة هي إحدى الدعامات المهمة لأي مجتمع، فإذا صحت الأسرة نفسيًا صح المجتمع كله، وإذا اضطربت الصحة النفسية للأسرة كان مصيرها التفكك، الشيء الذي ينتج عنه نسق سلوك مضطرب وغير سوي يخل بتوازن المجتمع كله.
ولذلك إن المشاكل النفسية لها ارتباط وثيق بالمشاكل الزوجية وقد تلعب دوراً مزدوجاً في حدوث المشاكل وتطويرها، وحتى لو نتجت الأمراض النفسية عن المشاكل النفسية فإنها بالتالي تضاعف وتطّور المشاكل الزوجية وندخل في حلقة مفرغة، لذلك يجب التوجه إلى الطبيب النفسي للوقوف على الأسباب والعلاج وبالتالي المساهمة فى الحد من الخلافات الزوجية وبناء أسرة سعيدة.
كيف يتم تطبيق العلاج النفسي للأزواج
ما يحضر الزوجان معا إلى جلسات العلاج المشتركة، والتي تسمى جلسات الاستشارة الزوجية ومن خلال التواصل مع الطبيب ، ستتعرفان على المهارات اللازمة لتقوية علاقاتكما.قد تتضمن هذه المهارات التواصل الصريح والتعاون في حل المشاكل ومناقشة الخلافات بعقلانية، وستحللان كلاً من النواحي الجيدة والسيئة من علاقتكما، كما ستحددان وتفهمان بشكل أفضل أسباب النزاعات.
قد لا يكون التحدث مع الطبيب النفسي بشأن المشكلات سهلاً، فقد تمر الجلسات في صمت إذا كنت تشعر أنت وزوجتك بالغضب من الأخطاء التي تم رصدها أو قد تحضران مشاجراتكما معًا وربما تصرخان أو تتحاجان أثناء الجلسات، وكلتا الحالتين مناسبتان، حيث يمكن أن يكون المعالج النفسي بمثابة وسيط أو حكم يساعدكما على التأقلم مع المشاعر الناتجة والمشاكل.
إذا نجحت أنت أو زوجتك في التكيف مع المرض العقلي أو تعاطي المخدرات أو غيرها من الأمور، فقد يعمل الطبيب النفسي مع غيره من مقدمي خدمات الرعاية الصحية ليقدم مجموعة علاجية متكاملة
غالبا ما تكون الاستشارة الزوجية قصيرة الأمد، فقد تحتاجان فقط بضع جلسات لمساعدتكما على تجاوز الأزمة - أو قد تحتاجان إلى الاستشارة الزوجية لعدة أشهر، خاصةً إذا تدهورت علاقتكما إلى حد كبير. تعتمد خطة العلاج المحددة على الموقف، ففي بعض الحالات، تساعد الاستشارة الزوجية الأزواج في اكتشاف أنه لا يمكن بالفعل حل الاختلافات بينهما وأنه من الأفضل إنهاء العلاقة.
قد يكون اتخاذ القرار بشأن اللجوء إلى استشارة زوجية أمرا صعبا، ومع ذلك، إذا كانت علاقتكما مضطربة، فإن طلب المساعدة يعد أمرا أكثر فعالية من تجاهل مشاكلكما أو البقاء على أمل أن تتحسن من تلقاء نفسها.
التأهيل النفسي قبل الزواج
إن علاقة الزواج ليست علاقة ثنائية بين رجل وامرأة، وإنما هي شراكة نحو تأسيس أسرة متماسكة، وتأتي هنا أهمية التأهيل النفسي للمقبلين على الزواج حيث يعد من أهم عوامل نجاح الزواج واستقراره، فهناك مرضى نفسيون أو عصبيون أو من لديهم اضطرابات نفسية ويخفون هذا الأمر عن شريك الحياة، وبالتالي تكون تحدث كارثة بعد الزواج، حيث لا يستطيع الاستمرار في خداع شريك الحياة، فيحدث الطلاق ويؤدي إلى ضياع الأسرة والأولاد.
كما يساعد التأهيل النفسي على تهيئة الفتيات للحياة الزوجية، وتدريبهن على حل الإشكالات الزوجية ويقدم للمتدربين معارف وخبرات تساعدهم في كافة أمور حياتهم الزوجية، ويعلمهم طرق التعامل مع ضغوط الحياة الزوجية المختلفة، وبالتالي هو يجنب الطرفين الكثير من المشاكل والخلافات، بل ويؤهلهما لحياتهما الجديدة وكيفية التعامل معه.
