تواصل معنا - احصل على التكلفة والإستشارة بالواتس اب

Doctor live | كيف تؤثر مواقع التواصل الاجتماعي على الصحة النفسية؟

باتت وسائل التواصل الاجتماعي جزء أساسي في روتين حياتنا اليومية غير أن الكثير منا يهدر مزيدا من الوقت أمام الشا

الاكتئاب,التوتر,القلق,الثقة بالنفس,الدراسة,التواصل الاجتماعي,النوم,الإدمان,الحزن,الميلاتونين,السلبية,الدماغ,الهاتف الذكي,Doctor Live,الإنجاب,أضرار مواقع التواصل الاجتماعي,تأثير مواقع التواصل الاجتماعي على الشباب,مشاكل مواقع التواصل الاجتماعي,مواقع التواصل الاجتماعي وأثرها على الأطفال,تأثير مواقع التواصل الاجتماعي على التربية

كيف تؤثر مواقع التواصل الاجتماعي على الصحة النفسية؟

كيف تؤثر مواقع التواصل الاجتماعي على الصحة النفسية؟

التواصل الاجتماعي
التواصل الاجتماعي

باتت وسائل التواصل الاجتماعي جزء أساسي في روتين حياتنا اليومية، غير أن الكثير منا يهدر مزيدا من الوقت أمام الشاشات سواء الهاتف الذكي أو اللاب توب متصفحا منصات التواصل الاجتماعي دون أن يلقي بالًا لوقته ومسؤولياته وأسرته وغير ذلك الكثير من جوانب حياته الواقعية، وعلى الرغم من الفوائد التي تجلبها وسائل التواصل الاجتماعي لمستخدميها، إلا أن الإفراط في استخدامها له تأثيرات سلبية كثيرة على الصحة الجسدية والنفسية، وهذه التأثيرات بتفاصيلها الدقيقة سنتعرف عليها خلال هذا المقال على Doctor Live .



 

تأثير مواقع التواصل الاجتماعي على الصحة النفسية

 

الاكتئاب

 

لمواقع التواصل الاجتماعي تأثيرٌ كبيرٌ على الصحة النفسية، لجهة التسبب بالاكتئاب ومشاعر الحزن الشديدة، فقضاء وقتاً طويلاً امام شاشات الكومبيوتر أو شاشات الهواتف الذكية دون القيام بأي نشاط بدني، خصوصاً في التحدث إلى الآخرين أو الاطلاع على صورهم وتحركاتهم يمكن ان يزيد من الشعور بالاكتئاب وإفراز الدماغ الكثيف لهرمونات التوتر المعروفة بالكورتيزول.

 

قلة الثقة بالنفس

 

إن مواقع التواصل الاجتماعي يمكن ان تكون منصاتٍ مهمة للتنمر الإلكتروني، فمثلاً، وبعد ان يقوم المستخدم بنشر صورةً له، يمكن أن يتلقى عدداً من التعليقات السلبية من أشخاص أو متابعين لا يعرفهم حتى. فالتنمر يقلّل كثيراً من الثقة بالنفس، ويجعل الشخص المتعرّض له أكثر ميلاً للعزلة الاجتماعية وغير متقبلاً لشكله.

 

 

الإدمان على تصفح هذه المواقع

 

إن تصفح مواقع التواصل الاجتماعي، وتخصيص الكثير من الوقت لها، يمكن ان يعتبر نوعاً من الإدمان، وهذا الإدمان، يمكن ان يسيطر على الدماغ بشكلٍ كبير ويعمل على تشتيت ذهن وأفكار المستخدم ليحوّل بالتالي كل تركيزه من واجباته المهنية والأكاديمية، إلى تتبع اخبار الأشخاص الذين يتابع صفحاتهم.

 

 

تهدم العلاقات شخصية

 

عندما "نلتصق" بشاشات الهواتف، نصبح أكثر اطلاعا على واجهات أصدقائنا الرقمية بدلا من شخصياتهم الحقيقية مما يجعلنا  غير قادرين على التواصل وإقامة علاقات شخصية مع بعضنا.

 

 

تشوه بعض ذكريات الماضي

 

قد تعمل الشبكات الاجتماعية على تشويه الطريقة التي نتذكر بها بعض الحكايات عن الماضي، كالشعور بالذنب في قضاء الكثير من الوقت في محاولة لالتقاط صورة مثالية لخدعة بصرية في حين لا يستمتع في الواقع بالتجربة مباشرة.

 

 

تجعل النوم أكثر صعوبة

 

يعمل استخدام الهواتف الذكية  قبل الخلود إلى النوم على جعل الغفوة أكثر صعوبة ذلك أن الضوء الصادر عن هذه الهواتف والذي يبعد بضع بوصات عن وجهنا، يمكن أن يوقف إطلاق الميلاتونين الخاص بالشعور بالتعب مما يؤدي إلى اضطراب في النوم.

 

 

تشتت العقل

 

تؤثر كمية المعلومات المتواجدة على مواقع التواصل الاجتماعي على الانتباه، بحيث تحدث تشتتا للعقل في اللاوعي .

 

 

طرق علاج تأثير مواقع التواصل الاجتماعي على الصحة النفسية

 

إن أول ما يجب ان يقوم به مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي والذين يمكن إدراجهم ضمن خانة المدمنين، هو تحديد ساعات استخدامهم لهذه المواقع، بمعنى آخر، تحديد ساعاتٍ معيّنة في اليوم يمكن خلالها استخدام هذه المواقع، ما يقلل كثيراً من تأثيراتها السلبية. إن العلاج الإدراكي السلوكي، والذي يصفه الطبيب النفسي يساعد كثيراً في التقليل من مشكلة الاكتئاب، وقلة الثقة بالنفس التي يتعرّض لها مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي. فهذا العلاج يساعد على تحديد أسباب المشكلة ويعلمهم طرق التعامل معها.

 

ممارسة الأنشطة البدنية، وتعلم بعض الهوايات أيضاً يمكن يساعدا على علاج تأثير مواقع التواصل الاجتماعي على الصحة النفسية، فهما يعملان على تعزيز الثقة بالنفس، يعززا من إفراز الدماغ لهرمونات السعادة.

 

 

أبحاث عن تأثير مواقع التواصل الاجتماعي على الأفراد

 

ووفقًا لمسح وطني أجراه فريق بحثي بقسم بحوث الإعلام والتكنولوجيا والصحة في جامعة بيتسبرج بالولايات المتحدة الأمريكية، فإن الإفراط في استخدام هذه المنصات يؤدي إلى تشتيت المخ بين مهام متعددة، وهو ما ينعكس سلبًا على الصحة العقلية والقدرة على الإدراك والانتباه، وقد يتطور الأمر إلى الإصابة بالاكتئاب وسوء الحالة المزاجية.

 

وأكد الباحثون أنه حتى لو انخفضت مدة المكوث على المنصة، يظل الرابط السلبي بينها وبين الاكتئاب وثيقًا. وذكرت الدراسة أنه "يتوجب على الأطباء النفسيين أخذ هذا الأمر بعين الاعتبار في أثناء فحص مرضى الاكتئاب".

 

ووفق الدراسة المنشورة على دورية "أجهزة الكمبيوتر والسلوك البشري" في أبريل 2016، فقد جرى إخضاع عينة من 1787 شابًّا ينتمون للفئة العمرية 19 إلى 32 عامًا لاستبيان بهدف معرفة أي المنصات هي الأكثر استخدامًا، ما بين: فيسبوك، تويتر، جوجل+، يوتيوب، لينكد إن، إنستجرام، بيانترست، تمبلر، فاين، سناب شات، ريديت.

 

يقول برايان بريماك -الباحث الرئيس في الدراسة-: "ملايين السنين احتاجها البشر ليطوروا آليات التكيُّف مع البيئة الاجتماعية، مثل اللعب واللمس الحسي والتواصل الشخصي، وصحيح أن التواصل الافتراضي شيء مهم، إلا أنه لا بد وأن يظل مكملًا للعلاقات الحقيقية وليس بديلًا عنها.

 

كما أوردت الدراسة أن متابعة منصات متعددة يخلق تصورًا غير واقعي عند المستخدم؛ إذ يوحي بأن الآخرين ينعمون بأوضاع معيشية أفضل وأسعد، وهو ما يسبب شعورًا بالانعزال.

 

 

مواقع اجتماعية أم انعزالية؟

 

اعتمدت الدراسة على عينة من الولايات المتحدة، لكن ماذا لو أُجريت في العالم العربي؟ تتوقع بريماك أن تختلف النتائج باختلاف المجتمع، "في ثقافات مختلفة وفي ظروف أخرى، قد يساعد استخدام منصات التواصل الاجتماعي الأفراد على تقليل التوتر وتوسيع المعارف".

 

تتفق سمر عبده -مستشارة اجتماعية بمركز تواصل بمصر- مع نتائج الدراسة، وترى أن الاعتماد على هذه المواقع كبديل يؤدي إلى أن يفقد الإنسان علاقاته على أرض الواقع ويعتمد على علاقات افتراضية مضللة.

 

وتوضح كيف أثر نشر أخبار وصور ضحايا النزاعات في العالم العربي، والتعرُّض لجرعة كبيرة من الأخبار السيئة على إحساس الناس بالسعادة والإنجاز. "ينتاب المتلقي شعور بالإحباط والذنب، وهو عكس ما يعتقده المستخدمون عندما يضغطون على زر ويشاركون أصدقاءهم هذه الصور لدعم هؤلاء الضحايا وتقديم قضيتهم".

 

تعليق عبده يتفق مع ما ورد في تقرير لقياس انطباعات مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي في أرجاء العالم العربي لعام 2015، إذ تصدَّر "فيسبوك" و"واتس آب" قائمة أكثر المنصات الاجتماعية استخدامًا في جميع دول المنطقة.

 

التقرير اعتمد على بيانات 7000 مستخدم لشبكات التواصل الاجتماعي من 18 دولة عربية، جرى عمل لقاء هاتفي معهم، عبَّر نصفهم عن أن الغرض الأول من الدخول على هذه المواقع هو "التواصل"، تلاه الحصول على المعلومات، ثم مشاركة الصور ومقاطع الفيديو، ثم الاستماع للموسيقى.

 

 

وفق التقرير، أجمع المستخدمون على أن مواقع التواصل "تحسِّن نوعية الحياة"، وتمثل مصدرًا للبهجة والإثارة، ولكنها أيضًا تتسبب في تقليل اللقاءات الفعلية؛ مما يؤدي إلي ضعف العلاقات، وقد يؤدي في بعض الأحيان إلى التفكك الأسري والطلاق والقطيعة في نطاق الأسرة والمجتمع.

 

"التحسن في نوعية الحياة" الذي عبر عنه المستخدمون أثر من ناحية أخرى على "العلاقات الأسرية"، كما تقول عبده: "لقد غيرت هذه المواقع نمط تجمُّع أفراد الأسرة، إذ يصبح كل فرد منهم غارقًا في عالمه الافتراضي. وعندما يحدث نقاش داخل الأسرة، فإنه عادة ما يكون عن موضوع اختارته إحدى المنصات أيضًا، ليتحدث كلٌّ منهم محاولًا ترجيح وجهة نظره، وهو ليس النمط الصحي الأمثل للتجمعات الأسرية".

 

"أشيائي الجميلة"

 

إن ارتباط منصات التواصل الاجتماعي بالاكتئاب ليس بالحتمي، فقد طور باحثون بجامعة بورتسموث بالمملكة المتحدة تطبيقًا للهواتف المحمولة يُعرف بـ"أشيائي الجميلة" بهدف علاج بعض الاضطرابات النفسية، فيه يقوم المستخدم بتحميل أجمل ذكرياته لمشاهدتها بعد ذلك؛ مما يحفز حالة من التسكين الذاتي في حالات المعاناة مع المزاج السيئ.

 

وتقول د. أليس جود -صاحبة فكرة التطبيق- لـ"للعلم": "تم تجريب هذا التطبيق على حالات مصابة بالخبل (Dementia)، ولقد توصلت الأبحاث التي أجريناها إلى أن العلاج المعتمد على الذكريات لا يصلح لحالات الخبل فحسب، بل لغيرها من حالات الاكتئاب والقلق".

 

ترى جود أنه عادةً ما يتحدث الإعلام عن مواقع التواصل بشكل سلبي، خاصة حينما يتعلق الأمر بالشباب، إذ يجري ربطها بالقلق والاكتئاب لدى البعض، بينما يرجع الموضوع برمته إلى طريقة استعمال هذه المنصات.

 

تضيف جود: "لهذه المواقع جوانبها الإيجابية، مثل بعض مجموعات الدعم المغلقة، خاصة التي تهتم بموضوعات مثل القلق والاكتئاب وعدم الإنجاب وغيرها"، وتشدد على مسؤولية الآباء في متابعة أبنائهم في حال استخدامهم هذه المواقع.

 

والسؤال هنا: ماذا نفعل؟ هل علينا التوقف عن استخدام هذه المنصات؟ توصي الدراسة بتقليل عدد المنصات التي يتابعها الفرد واختيار منصة أو اثنتين فقط، وأن يختار المستخدم المنصة الضرورية والمفيدة له.

 

يري بريماك أن التقنية قد تطورت تطوُّرًا يجعل الناس مجبرين على استخدامها دون إمعان التفكير في أفضل وسائل الاستخدام. "لا بد من اختيار الوسيلة الأفضل وتقليل عدد المنصات".